السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي ثلاث وخمسون آية وثمانمائة وست وستون كلمة وثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفاً .

{ بسم الله } الذي أحاط بصفات الكمال { الرحمان } الذي عمت رحمته سائر عباده { الرحيم } الذي خص أولياءه بما ترضاه إلهيته من رحمته .

وقوله تعالى : { حم } { عسق } تقدم الكلام في أمثال هذه الفواتح وسئل الحسن بن الفضل : لم قطع حم عسق ولم يقطع كهيعص ؟ فقال : لأنها سورة أولها حم فجرت مجرى نظائرها فكان حم مبتدأ وعسق خبره ، ولأنهما عدا آيتين وأخواتها مثل كهيعص والمص والمر عدت آية واحدة . وقيل : لأن أهل التأويل لم يختلفوا في كهيعص وأخواتها أنها حروف تهج لا غير . واختلفوا في حم فأخرجها بعضهم من حيز الحروف وجعلها فعلاً ، وقيل : معناها حم أي : قضى ما هو كائن ، روى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : ح حلمه م مجده ع علمه س سناؤه ق قدرته أقسم الله تعالى بها . وقال شهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح : ح : حرب قريش يعز فيها الذليل ويذل فيها العزيز في قريش ، م : ملك يتحول من قوم إلى قوم ، ع : عداوة لقريش يقصدهم سن سنين كسني يوسف تكون فيهم ، ق : قدرة الله تعالى النافذة في خلقه .