اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ فِي مِرۡيَةٖ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمۡۗ أَلَآ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطُۢ} (54)

قوله : { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } أي في شك من البعث والقيامة{[48999]} . وقرأ أبو عبد الرحمن{[49000]} والحسن في مُرْيَة بضم الميم{[49001]} وقد تقدم أنها لغة في المكسورة{[49002]} الميم .

ثم قال : { أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ } أي عالم بكل المعلومات ( التي لا نهاية لها{[49003]} فيعلم بواطن الكفر وظواهرهم ويجازي كل واحد على فعله ) .

فإن قيل : الإحاطة مشعرة بالنهاية ، وهذا يقتضي أن يكون معلومه{[49004]} مُتَنَاهِياً !

فالجواب : أن قوله : { بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ } يقتضي أن يكون علمه بكل شيء محيطاً أي بكلّ واحد من الأشياء وهذا يقتضي أن يكون واحدٌ منها متناهياً لا كون مجموعها متناهياً والله أعلم .

ختام السورة:

روى الثعلبي في تفسيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ حم السجدة أعطاه الله من الأجر بكل حرف منها عَشرَ حَسَنَاتٍ »{[1]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[48999]:قاله البغوي في معالم التنزيل 6/115 والقرطبي في الجامع 15/375.
[49000]:هو أبو عبد الرحمن السلمي وقد تقدم التعريف به.
[49001]:نقلها صاحب الإتحاف من الآية 11 من هود وعلى ذلك فهي من الأربع الشواذ فوق العشر المتواترات وذكرها كقراءة الزمخشري في الكشاف 3/458.
[49002]:قال في اللسان: والمرية والمرية الشك والجدل بالكسر والضم وقرئ بهما في قوله عز وجل "فلا تك في مرية منه". قال ثعلب: هما لغتان، قال: وأما مرية الناقة فليس فيها إلا الكسر (ومرية الناقة أي التي تدر على من يمسح ضروعها) والضم غلط. اللسان (مرا) 4189.
[49003]:ما بين القوسين ساقط من أ الأصل.
[49004]:في ب معلوما وفي الرازي علومه ففي الثلاث اختلاف لفظي يعود إلى معنى واحد.