السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ مُّجۡرِمُونَ} (22)

والفاء في قوله تعالى : { فدعا } تدل على أنه متصل بمحذوف قبله وتأويله أنهم كفروا ولم يرضوا فدعا موسى عليه السلام { ربه } الذي أحسن إليه سياسته وسياسة قومه ثم فسر ما دعا بقوله : { أن هؤلاء } أي : الحقيرين الأذلين الأرذلين { قوم } لهم قوة على القيام فيما يحاولونه { مجرمون } أي : موصوفون بالعراقة في قطع ما أمرت به أن يوصل ، فإن قيل : الكفر أعظم حالاً من الجرم فما السبب في أنه جعل الكفار مجرمين حين أراد المبالغة في ذمهم ؟ أجيب : بأن الكافر قد يكون عدلاً في دينه وقد يكون فاسقاً في دينه والفاسق في دينه ، أخس الناس .