اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمٞ مُّجۡرِمُونَ} (22)

قوله : «فَدَعَا رَبَّهُ » الفاء في «فدعا » تدل على أنه متصل بمحذوف قبله ، وتأويله أنَّهُمْ كفروا ولم يؤمنوا فدعا موسى ربه بأن هؤلاء قَوْمٌ مُجْرِمُونَ .

فإن قيل : الكفر أعظم حالاً من الجرم فما السبب في أن جعل الكفار مجرمين حال ما أراد المبالغة في ذمهم ؟ .

فالجواب : أن الكافر قد يكون عدلاً في دينه ( وقد يكون{[50319]} فاسقاً في دينه ) والفاسق في دينه أَخس الناس{[50320]} .

قوله : «أَنَّ هَؤلاَءِ » العامة على الفتح ، بإضمار حرف الجر ، أي دَعَاهُ بأنَّ هؤلاء .

وابن أبي أسحاق وعيسى ، والحسن ، بالكسر{[50321]} ، على إضمار القول عند البصريين وعلى إجراء «دعى » مجرى القول عند الكوفيين{[50322]} .


[50319]:ما بين القوسين من أ الأصل فهو تكملة من ب والرازي على حد.
[50320]:انظر تفسير الرازي 27/246.
[50321]:مختصر ابن خالويه 137 وهي شاذة غير متواترة.
[50322]:ذكر ذلك الفراء في معاني القرآن 3/40 والزمخشري في الكشاف 3/503.