السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ} (40)

{ وأن سعيه } أي : من خير وشر { سوف يرى } أي : في ميزانه من غير شك يوم القيامة بوعد لا خلف فيه وإن طال المدى ، من : أريته الشيء ، أي : يعرض عليه ويكشف له .

فإن قيل : العمل كيف يرى بعد وجوده ومضيه ؟ أجيب : بأنه يرى على صورة جميلة إن كان العمل صالحاً قال الرازي وذلك على مذهبنا غير بعيد ، فإن كل موجود يرى والله تعالى قادر على إعادة كل ما عدم فيعيد الفعل فيرى ، وفيه بشارة للموحد وذلك أنّ الله تعالى يريه أعماله الصالحة ليفرح بها ويحزن الكافر بأعماله الفاسدة فيزداد غماً .