السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى} (31)

{ ولله } أي : الملك الأعظم وحده { ما في السماوات وما في الأرض } أي : من الذوات والمعاني فيشمل ذلك السماوات والأرض معترض بين الآية الأولى وبين قوله تعالى { ليجزي الذين أساؤوا } أي : بالضلال { بما عملوا } أي : بسببه أو بجنسه إما بواسطتك بسيوفك وبسيوف أتباعك إذ أذنت لكم في القتال ، وإما بغير ذلك بالموت حتف الأنف تضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم ثم بعذاب الآخرة على جميع ذنوبهم من غير أن يكون عجل لهم في الدنيا شيء ينقص بسببه عذاب الآخرة .

تنبيه : اللام في ليجزي يجوز أن تتعلق بقوله تعالى : { بمن ضل } و{ بمن اهتدى } ، واللام للصيرورة أي عاقبة أمرهم جميعاً للجزاء بما عملوا قال معناه الزمخشري ، وأن تتعلق بما دلّ عليه قوله تعالى : { أعلم بمن ضلّ } أي : حفظ ذلك ليجزي قاله أبو البقاء { ويجزي } أي : ويثيب ويكرم { الذين أحسنوا } أي : على ثباتهم على الدين وصبرهم عليه وعلى أذى أعدائهم { بالحسنى } أي : بالمثوبة الحسنى وهي الجنة .