ولما بين تعالى دعاءه بما هال أمره بين حال المدعوّين زيادة في الهول فقال تعالى : { خشعاً أبصارهم } أي : ينظرون نظر الخاضع الذليل السافل المنزلة المستوحش الذي هو شرّ حال ، ونسب الخشوع إلى الأبصار لأنّ الذل والعز يتبين في النظر والذل أن يرمي به صاحبه إلى الأرض مثلاً مع هيبة يعرف منها ذلك كما قال تعالى : { خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي } [ الشورى : 45 ] وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين والباقون بضم الخاء ولا ألف بعدها وفتح الشين مشدّدة أمّا القراءة الأولى فهي جارية على اللغة الفصحى من حيث إنّ الفعل وما جرى مجراه إذا قدّم على الفاعل وحد تقول : تخشع أبصارهم ، ولا تقول : تخشعن أبصارهم وأمّا القراءة الثانية فجاءت على لغة طيئ يقولون : أكلوني البراغيث قال الزمخشري : ويجوز أن يكون في خشعاً ضمير هم ويقع أبصارهم بدلاً عنه ا . ه . وتقدّم نظير ذلك في قوله تعالى في الأنبياء : { وأسروا النجوى الذين ظلموا } [ الأنبياء : 3 ] وجملة { خُشَّعاً أبصارهم } حال من فاعل { يخرجون } أي : الناس { من الأجداث } أي : القبور { كأنهم جراد } أي : في كثرتهم وتراكم بعضهم على بعض وصغارهم وضعفهم وتموّجهم يقال في الجيش الكثير المائج بعضه فوق بعض جاؤوا كالجراد وكالذباب { منتشر } أي : منبث متفرّق في كل مكان لكثرتهم لا يدرون أين يذهبون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.