السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِيهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (6)

وقوله تعالى : { لقد كان لكم } أي : يا أمّة محمد جواب قسم مقدّر { فيهم } أي : إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء ، { أسوة حسنة } أي : في التبري من الكفار ، وكرّر للتأكيد . وقيل : نزل الثاني بعد الأول بمدّة . قال القرطبي : وما أكثر المكرّرات في القرآن على هذا الوجه . وقوله تعالى : { لمن كان يرجو الله } أي : الملك المحيط بجميع صفات الكمال { واليوم الآخر } أي : الذي يحاسب فيه على النقير والقطمير بدل من الضمير في لكم بدل بعض من كل ، وفي ذلك بيان أنّ هذه الأسوة لمن يخاف الله ويخاف عذاب الآخرة { ومن يتول } أي : يوقع الأعراض عن أوامر الله تعالى فيوالي الكفار ، { فإن الله } أي : الذي له الإحاطة الكاملة { هو } أي : خاصة { الغنيّ } أي : عن كل شيء { الحميد } أي : الذي له الحمد المحيط لإحاطته بأوصاف الكمال ، فهو حميد في نفسه وصفاته ، أو حميد إلى أوليائه وأهل طاعته .