ولما ذكر تعالى الفائز بلزومه التقوى ترغيباً اتبعه بضده ترهيباً فقال عز من قائل : { والذين كفروا } أي : غطوا أدلة ذلك اليوم فكانوا في الظلام { وكذبوا } أي : أوقعوا جميع التغطية وجميع التكذيب { بآياتنا } أي : بسببها مع مالها من العظمة بإضافتها إلينا وهي القرآن فلم يعملوا به { أولئك } أي : البعداء البغضاء { أصحاب النار خالدين } أي : مقدرين الخلود { فيها وبئس المصير } هي ، قال الرازي : فإن قيل : قال تعالى في حق المؤمنين { ومن يؤمن بالله } بلفظ المستقبل ، وفي الكفار قال : { والذين كفروا } بلفظ الماضي .
فالجواب : أن تقدير الكلام : ومن يؤمن بالله من الذين كفروا وكذبوا بآياتنا يدخله جنات ، ومن لم يؤمن منهم أولئك أصحاب النار .
فإن قيل : قال تعالى : { يؤمن } بلفظ الوحدان و{ خالدين فيها } بلفظ الجمع . أجيب : بأن ذلك بحسب اللفظ ، وهذا بحسب المعنى .
فإن قيل : ما الحكمة في قوله تعالى : { وبئس المصير } بعد قوله تعالى : { خالدين فيها } وذلك بئس المصير ؟ أجيب : بأن ذلك وإن كان في معناه فهو تصريح بما يؤكده كما في قوله : { أبداً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.