السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (10)

ولما ذكر تعالى الفائز بلزومه التقوى ترغيباً اتبعه بضده ترهيباً فقال عز من قائل : { والذين كفروا } أي : غطوا أدلة ذلك اليوم فكانوا في الظلام { وكذبوا } أي : أوقعوا جميع التغطية وجميع التكذيب { بآياتنا } أي : بسببها مع مالها من العظمة بإضافتها إلينا وهي القرآن فلم يعملوا به { أولئك } أي : البعداء البغضاء { أصحاب النار خالدين } أي : مقدرين الخلود { فيها وبئس المصير } هي ، قال الرازي : فإن قيل : قال تعالى في حق المؤمنين { ومن يؤمن بالله } بلفظ المستقبل ، وفي الكفار قال : { والذين كفروا } بلفظ الماضي .

فالجواب : أن تقدير الكلام : ومن يؤمن بالله من الذين كفروا وكذبوا بآياتنا يدخله جنات ، ومن لم يؤمن منهم أولئك أصحاب النار .

فإن قيل : قال تعالى : { يؤمن } بلفظ الوحدان و{ خالدين فيها } بلفظ الجمع . أجيب : بأن ذلك بحسب اللفظ ، وهذا بحسب المعنى .

فإن قيل : ما الحكمة في قوله تعالى : { وبئس المصير } بعد قوله تعالى : { خالدين فيها } وذلك بئس المصير ؟ أجيب : بأن ذلك وإن كان في معناه فهو تصريح بما يؤكده كما في قوله : { أبداً } .