السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (8)

ثم إن الله تعالى لما أخبر عن البعث ، والاعتراف بالبعث من لوازم الإيمان قال تعالى : { فآمنوا بالله } أي : الملك الذي له الإحاطة الكاملة بكل شيء { ورسوله } أي : كل من أرسله ولاسيما محمداً صلى الله عليه وسلم { والنور } أي : القرآن { الذي أنزلنا } أي : بما لنا من العظمة ؛ لأنه نور يهتدى به من ظلمة الضلالة كما يهتدى بالنور في الظلمات .

فإن قيل : هلا قيل : ونوره ، بالإضافة كما قال : ورسوله ؟ أجيب بأن الألف واللام في النور بمعنى الإضافة فكأنه قال : ورسوله ونوره { والله } أي : المحيط علماً وقدرة { بما تعملون خبير } أي : بالغ العلم بما تسرون وما تعلنون فراقبوه في السر والعلانية .