{ وإذا قيل لهم } أي : من أيّ قائل كان { تعالوا } أي : ارفعوا أنفسكم مجتهدين في ذلك بالمجيء إلى أشرف الخلق الذي لا يزال مكانه عالياً لعلوّ مكانته { يستغفر لكم } أي : يطلب الغفران لأجلكم خاصة من أجل هذا الكذب أي : الذي أنتم مصرّون عليه { رسول الله } أي : أقرب الخلق إلى الملك الأعظم الذي لا شبيه لوجوده { لوّوا رؤوسهم } أي : فعلوا اللي بغاية الشدّة والكثرة ، وهو الصرف إلى جهة أخرى إعراضاً وعتواً ، وإظهاراً للبغض والنفرة { ورأيتهم } أي : بعين البصيرة { يصدّون } أي : يعرضون إعراضاً قبيحاً عما دعوا إليه ، مجدّدين لذلك كلما دعوا إليه ، والجملة في وضع المفعول الثاني لرأيت { وهم مستكبرون } أي : ثابتوا الكبر عما دعوا إليه ، وعن إحلال أنفسهم في محل الاعتذار فهم لشدّة غلظهم لا يدركون قبح ما هم عليه ، ولا يهتدون إلى دوائه ، وإذا أرشدهم غيرهم ونبههم لا ينتبهون .
فقد روي أنه لما نزل القرآن فيهم أتاهم عشائرهم من المؤمنين ، وقالوا : ويحكم افتضحتم وأهلكتم أنفسكم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوبوا إليه من النفاق ، واسألوه أن يستغفر لكم فلووا رؤوسهم ، أي : حرّكوها إعراضاً وإباء قاله ابن عباس .
وعنه : أنه كان لعبد الله بن أبي موقف في كل سبت يحض على طاعة الله وطاعة رسوله ، فقيل له : وما ينفعك ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليك غضبان ، فأته يستغفر لك فأبى ، وقال : لا أذهب إليه . وروي أنّ ابن أبيّ رأسهم لوى رأسه ، وقال لهم : أشرتم عليّ بالإيمان فآمنت ، وأشرتم عليّ بأن أعطي زكاة مالي ففعلت ، ولم يبق إلا أن تأمروني بالسجود لمحمد فنزل { وإذا قيل لهم تعالوا } الآية . ولم يلبث إلا أياماً قلائل حتى اشتكى ومات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.