السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَطَّعۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُمَمٗاۖ مِّنۡهُمُ ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنۡهُمۡ دُونَ ذَٰلِكَۖ وَبَلَوۡنَٰهُم بِٱلۡحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (168)

{ وقطعناهم } أي : فرقناهم { في الأرض أمماً } أي : فرقاً بحيث لا يكاد يخلو قطر منهم تتمة لإدبارهم حتى لا تكون لهم شوكة قط و{ أمماً } مفعول ثانٍ أو حال وقوله تعالى : { منهم الصالحون } صفة أو بدل منه وهم الذين آمنوا بالمدينة ونظراؤهم { ومنهم } أي : أناس { دون ذلك } أي : منحطون عن الصلاح فهم كفرتهم وفسقتهم { وبلوناهم } أي : اختبرناهم جميعاً الصالح وغيره { بالحسنات } أي : بالخصب والعافية { والسيئات } أي : بالجور والشدّة { لعلهم يرجعون } أي : كي يرجعوا إلى طاعة ربهم ويتوبوا إليه . قال أهل المعاني : وكل واحد من الحسنات والسيئات يدعو إلى الطاعة أما النعم فلأجل الترغيب وأما النقم فلأجل الترهيب .