فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَطَّعۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أُمَمٗاۖ مِّنۡهُمُ ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنۡهُمۡ دُونَ ذَٰلِكَۖ وَبَلَوۡنَٰهُم بِٱلۡحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (168)

{ وقطعناهم فِي الأرض } أي : فرّقناهم في جوانبها ، أو شتتنا أمرهم ، فلم تجتمع لهم كلمة ، و{ أُمَمًا } منتصب على الحال ، أو مفعول ثان لقطعنا ، على تضمينه معنى صيرنا ، وجملة { مّنْهُمُ الصالحون } بدل من " أمماً " ، قيل : هم الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومن مات قبل البعثة المحمدية غير مبدّل . وقيل : هم الذين سكنوا وراء الصين كما تقدّم بيانه قبل هذا { وَمِنْهُمْ دُونَ ذلك } أي : دون هذا الوصف الذي اتصفت به الطائفة الأولى وهو الصلاح ، ومحل { دُونِ ذَلِكَ } الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : ومنهم أناس دون ذلك ، والمراد بهؤلاء هم من لم يؤمن ، بل انهمك في المخالفة لما أمره الله به . قال النحاس { دُونِ } منصوب على الظرف ، ولا نعلم أحداً رفعه { وبلوناهم بالحسنات والسيئات } أي : امتحناهم بالخير والشرّ رجاء أن يرجعوا مما هم من الكفر والمعاصي .

/خ170