السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِينَ} (48)

ولما أقرّوا على أنفسهم بما أوجب العذاب الدائم فكانوا ممن فسد مزاجه فتعذر علاجه سبب عنه قوله تعالى : { فما تنفعهم } أي : في حال اتصافهم بهذه الصفات { شفاعة الشافعين } أي : لا شفاعة لهم فلا انتفاع بها ، وليس المراد أن ثم شفاعة غير نافعة . كقوله تعالى : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } [ الأنبياء : 28 ] وهذه الآية تدل على صحة الشفاعة للمذنبين من المؤمنين بمفهمومها ؛ لأنّ تخصيص هؤلاء بأنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين يدل على أن غيرهم تنفعهم شفاعة الشافعين . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : يشفع نبيكم عليه الصلاة والسلام رابع أربعة جبرائيل ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى ثم نبيكم صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين ثم الملائكة ثم النبيون ثم الصدّيقون ثم الشهداء ، ويبقى قوم في جهنم يقال لهم { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين } إلى قوله تعالى : { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } . قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : فهؤلاء الذين في جهنم .