السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

{ لوّاحة } من لوح الهجير قال :

تقول ما لاحك يا مسافر *** يا ابنة عمي لاحني الهواجر

{ للبشر } أي : محرقة لظاهر الجلد فتدعه أشدّ سواداً من الليل قال تعالى : { تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون } [ المؤمنون : 104 ] والبشر أعالي البشرة وهو جمع بشرة وجمع البشر أبشار . وعن الحسن : تلوح للناس كقوله تعالى : { ثم لترونها عين اليقين } [ التكاثر : 7 ] وقيل : اللوح شدة العطش يقال : لاحه العطش ولوحه ، أي : غيره . وقال الأخفش : والمعنى : أنها معطشة للبشر ، أي : لأهلها وأنشد :

سقتني على لوح من الماء شربة *** سقاها من الله الرهام النواديا

يعني باللوح شدّة العطش والرّهام جمع رهمة بالكسر وهي المطرة الضعيفة ، وأرهمت السحابة أتت بالرهام .