{ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم } أي : ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها { بطراً } أي : فخراً وطغياناً في النعمة وذلك إنّ النعم إذا كثرت من الله تعالى على العبد فإن صرفها في المفاخرة على الأقران وكاثر بها أبناء الزمان وأنفقها في غير طاعة الرحمن ، فذلك هو البطر في النعمة ، وإن صرفها في طاعة الله وابتغاء مرضاته فذلك شكرها { ورئاء الناس } أي : ليثنوا عليهم بالشجاعة والسماحة وذلك أنهم لما بلغوا الجحفة ، وأتاهم رسول أبي سفيان أن ارجعوا فقد سلمت عيركم ، فقال أبو جهل : لا والله حتى نقدم بدراً ، وكان بدر موسماً من مواسم العرب يجتمع لهم فيها سوق في كل عام ، ونشرب بها الخمور وتعزف علينا القينات ، والعزف اللعب بالمعازف ، وهي الدفوف وغيرها مما يضرب به قاله ابن الأثير وغيره ، والقينات الجواري ، ونطعم بها من حضرنا من العرب ، فذلك بطرهم ورياؤهم الناس بإطعامهم فوافوها فسقوا المنايا مكان الخمر ، وناحت عليهم النوائح مكان القينات ، فنهى الله تعالى المؤمنين أن يكونوا أمثالهم بطرين مرائين ، وأمرهم أن يكونوا أهل تقوى وإخلاص من حيث إنّ النهي عن الشيء أمر بضدّه { ويصدّون عن سبيل الله } أي : ويمنعون الناس الدخول في دين الله { والله بما يعملون محيط } لا يخفى عليه شيء ؛ لأنه محيط بأعمال العباد كلها فيجازيهم بأعمالهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.