إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞وَعَنَتِ ٱلۡوُجُوهُ لِلۡحَيِّ ٱلۡقَيُّومِۖ وَقَدۡ خَابَ مَنۡ حَمَلَ ظُلۡمٗا} (111)

{ وَعَنَتِ الوجوه لِلْحَيّّ القيوم } أي ذلت وخضعت خضوعَ العُناة أي الأُسارى في يد الملكِ القهارِ ولعلها وجوه المجرمين كقوله تعالى : { سِيئَتْ وُجُوهُ الذين كَفَرُواْ } ويؤيده قوله تعالى : { وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } قال ابن عباس رضي الله عنهما : خسِر من أشرك بالله ولم يتُب ، وهو استئنافٌ لبيان ما لأجله عنت وجوهُهم ، أو اعتراضٌ ، كأنه قيل : خابوا وخسِروا ، وقيل : حالٌ من الوجوه ومَنْ عبارةٌ عنها مغنيةٌ عن ضميرها ، وقيل : الوجوهُ على العموم فالمعنى حينئذ وقد خاب من حمل ظلماً .