إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمۡ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا هَـٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ} (65)

{ ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَى رُؤُوسَهُمْ } أي انقلبوا إلى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة ، شبّه عودَهم إلى الباطل بصيرورة أسفلِ الشيءِ أعلاه ، وقرئ نُكّسوا بالتشديد ونكَّسوا على البناء للفاعل أي نكّسوا أنفسَهم { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ } على إرادة القول أي قائلين : والله لقد علمت أنْ ليس شأنهم النطقُ فكيف تأمرُنا بسؤالهم ؟ على أن المرادَ استمرارُ نفي النطقِ لا نفيُ استمراره كما تُوهمه صيغةُ المضارع .