إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُواْ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (59)

{ قَالُواْ } أي حين رجعوا من عيدهم ورأَوا ما رأوا { مَن فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنَا } على طريقة الإنكارِ والتوبيخِ والتشنيع ، وإنما عبروا عنها بما ذكر ولم يشيروا إليها بهؤلاء وهي بين أيديهم مبالغةً في التشنيع وقوله تعالى : { إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين } استئنافٌ مقرر لما قبله ، وقيل : مَنْ موصولةٌ وهذه الجملةُ في حيز الرفع على أنها خبرٌ لها ، والمعنى الذي فعل هذا الكسرَ والحطْمَ بآلهتنا إنه معدودٌ من جملة الظَّلَمة إما لجُرأته على إهانتها وهي حقيقةٌ بالإعظام أو لإفراطه في الكسر والحطْمِ وتماديه في الاستهانة بها ، أو بتعريض نفسِه للهلكة .