إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَعَلَّمۡنَٰهُ صَنۡعَةَ لَبُوسٖ لَّكُمۡ لِتُحۡصِنَكُم مِّنۢ بَأۡسِكُمۡۖ فَهَلۡ أَنتُمۡ شَٰكِرُونَ} (80)

{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ } أي عملَ الدِّرْعِ وهو في الأصل اللباسُ قال قائلهم : [ الرجز ]

إلبَسْ لكل حالة لَبوسَها *** إما نعيمَها وإما بوسَها{[544]}

وقيل : كانت صفائح فحلقها وسرَدها{[545]} { لَكُمْ } متعلقٌ بعلّمنا أو بمحذوف هو صفةُ لَبوس { لِتُحْصِنَكُمْ } أي اللبوسُ بتأويل الدرع ، وقرئ بالتذكير على أن الضمير لداودَ عليه السلام أو للّبوس ، وقرئ بنون العظمة وهو بدلُ اشتمال من لكم بإعادة الجارّ مبينٌ لكيفية الاختصاصِ والمنفعةِ المستفادةِ من لام لكم { مّن بَأْسِكُمْ } قيل : من حرب عدوِّكم ، وقيل : من وقع السلاح فيكم { فَهَلْ أَنتُمْ شاكرون } أمرٌ واردٌ على صورة الاستفهامِ للمبالغة أو التقريع .


[544]:الرجز لبيهس الفزاري في التنبيه والإيضاح 2/301، وتاج العروس (بهنس، لبس، نعم)، وبلا نسبة في لسان العرب (لبس)، والرجز من أمثال العرب. انظر أمثال العرب ص 111، وجمهرة الأمثال 1/197، وخزانة الأدب 7/296، والفاخر ص 62، والمستقصى 1/304؛ والوسيط في الأمثال ص 40.
[545]:حلقها: جعلها كالحلقة أو جعلها حلقا. وسرد الدرع: نسجها فشك طرفي كل حلقتين وسمرهما.