إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ} (194)

{ على قَلْبِكَ } أي رُوحك وإن أُريد به العُضو فتخصيصه به لأنَّ المعانَيَ الرُّوحانيَّةَ تنزل أولاً على الرُّوحِ ثمَّ تنتقلُ منه إلى القلبِ لما بينَهما من التَّعلُّق ثم تتصعدُ إلى الدِّماغِ فينتقش بها لوحُ المخيلةِ { لِتَكُونَ مِنَ المنذرين } متعلِّق بنزلَ به أي أنزله لتنذرَهم بما في تضاعيفِه من العقوباتِ الهائلةِ وإيثارُ ما عليه النَّظمُ الكريمُ للِّدلالة على انتظامهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في سلكِ أولئك المنذرينَ المشهورينَ في حقِّيةِ الرِّسالةِ وتقرُّرِ وقوعِ العذابِ المُنذَر .