إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَفَبِعَذَابِنَا يَسۡتَعۡجِلُونَ} (204)

{ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } بقولهم : { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء أَوِ ائتنا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ سورة الأنفال ، اذلآية32 ] وقولهم : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } [ سورة الأعراف ، الآية70 وهود ، الآية32 ، والأحقاف ، الآية22 ] ونحوهِما وحالهم عند نزولِ العذابِ كما وصف من طلبِ الإنظارِ ، فالفاءُ للعطفِ على مقدَّرٍ يقتضيهِ المقامُ أي أيكونُ حالُهم كما ذُكر من الاستنظارِ عند نزول العذابِ الأليمِ فيستعجلون بعذابِنا وبينهما من التَّنافي ما لا يَخفْى على أحدٍ أو أيغفلون عن ذلك مع تحقُّقِه وتقرُّرهِ فيستعجلونَ الخ . وإنَّما قُدم الجارُّ والمجرورُ للإيذانِ بأنَّ مصبَّ الإنكارِ والتَّوبيخِ كونُ المستعجلِ به عذابَه تعالى مع ما فيهِ من رعايةِ الفواصلِ .