إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{بِلِسَانٍ عَرَبِيّٖ مُّبِينٖ} (195)

{ بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُّبِينٍ } واضحِ المعنى ظاهرِ المدلولِ لئلاَّ يبقى لهم عذرٌ ما وهُو أيضاً متعلِّق بنزل به ، وتأخيره للاعتناءِ بأمر الإنذارِ وللإيماء إلى أنَّ مدارَ كونِه من جُملة المنذرين المذكورينَ عليهم السَّلامُ مجرَّدُ إنزالهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لا إنزالُه باللِّسان العربيِّ . وجعلُه متعلِّقاً بالمنذرين كما جَوَّزه الجمهورُ يؤدِّي إلى أنَّ غاية الإنزال كونُه عليه الصَّلاة والسَّلامُ من جملة المنذرينَ باللغة العربية فقط من هود وصالحٍ وشعيب عليهم السلام ولا يخفى فسادُه ، كيف لا والطَّامةُ الكُبرى في باب الإنذارِ ما أنذره نوح وموسى عليهما الصَّلاة والسَّلامُ وأشدُّ الزَّواجرِ تأثيراً في قلوب المشركينَ ما أنذَره إبراهيمُ عليه السلام لانتمائِهم وادِّعائِهم أنهم على ملَّته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ .