إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (45)

{ وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ } دون آلهتِهم { اشمأزت قُلُوبُ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة } أي انقبضتْ ونَفَرتْ كما في قوله تعالى : { وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا } [ سورة الإسراء ، الآية46 ] { وَإِذَا ذُكِرَ الذين مِن دُونِهِ } فُرادى أو مع ذكرِ الله تعالى { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } لفرطِ افتتانهم بها ونسيانِهم حقَّ الله تعالى ، ولقد بُولغ في بيان حالَيهم القبيحتينِ حيثُ بيّن الغايةُ فيهما فإنَّ الاستبشارَ هو أنْ يمتلئ القلبَ سُروراً حتَّى ينبسطَ له بَشَرةُ الوجهِ ، والاشمئزازُ أنْ يمتلئ غيظاً وغمَّا ينقبضُ منه أديمُ الوجهِ . والعاملُ في إذا الأولى اشمأزَّت ، وفي الثَّانيةِ ما هو العاملُ في إذا المفاجأةِ تقديرُه وقتَ ذكرِ الذين من دُونه فاجأوا وقتَ الاستبشارِ .