الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (45)

قوله تعالى ذكره : { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت } – إلى قوله – { كنت من الكافرين }[ 42-56 ] ، أي : إذا أفرد الله عز وجل بالعبادة والذكر فقيل : لا إله إلا الله نفرت وانقبضت قلوب الذين لا يؤمنون بالبعث .

{ وإذا ذكر الذين من دونه } يعني : الأصنام .

{ إذا هم يستبشرون } أي يفرحون .

عنى بذلك ما ألقى الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في سورة ( والنجم ) إذ{[59029]} قرأ : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهم لترتجى{[59030]} .

قال قتادة : ( اشمأزت ، أي : كفرت واستكبرت ){[59031]} .

وقال مجاهد : اشمأزت انقبضت{[59032]} وهو قول المبرد{[59033]} .

وقال مجاهد : وذلك يوم قرأ عليهم ( والنجم ) عند باب الكعبة{[59034]} .

وقال السدي : اشمأزت : نفرت{[59035]} ، وهو قول أبي عبيدة{[59036]} .


[59029]:(ح): إذا.
[59030]:انظر: المحرر الوجيز 14/90، ولباب النقول 189.
[59031]:انظر: جامع البيان 24/8، وجامع القرطبي 15/264، وتفسير ابن كثير 4/56 والدر المنثور 7/233. وقد ذكره ابن كثير بلفظه.
[59032]:(ع) و(ح): تقبضت. وما في المتن هو ما تأكد في تفسير مجاهد وغيره من المصادر.
[59033]:انظر: تفسير مجاهد 2/559، وجامع البيان 24/8، وإعراب النحاس 4/15، وجامع القرطبي 15/264، وتفسير ابن كثير 4/56.
[59034]:انظر: تفسير مجاهد 2/559.
[59035]:نظر: جامع البيان 24/8، وتفسير ابن كثير 4/56.
[59036]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/190، وأبو عبيدة هو: معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري، النحوي، الغوي، كان أباضيا خارجيا. توفي سنة 209 هـ. انظر: وفيات الأعيان 5/235 ت 731، وبغية الوعاة 2/294 ت 2010.