جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} (45)

{ وإذا ذُكر الله وحده } ، أي : قيل لا إله إلا الله ، { اشمأزّت } : انقبضت ونفرت ، { قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه } ، أي : الأوثان ، { إذا هم يستبشرون } ، سواء ذكر الله تعالى معهم أو لم يذكر ، وعن مجاهد ومقاتل ، وذلك حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فألقى الشيطان في أمنيته : تلك الغرانيق العلى ، ففرح الكفار{[4321]}* كما مر ذكره في سورة الحج ، واعلم أن من قال العامل في إذا الشرطية مضمون الجواب فلا بد أن يقول : العامل في إذا الثانية الشرطية ، وإذا المفاجأة معنى المفاجأة المتضمنة هي إياه ، إذ لا يعمل الفعل الذي بعده فيما قبله ، أي فاجأوا في وقت الذكر ، وقت الاستبشار ،


[4321]:قصة الغرانيق لا تصح، وقد جاءت من طرق واهية، وراجع فتح الباري (8/ 293)، وللشيخ الألباني رحمه الله رسالة في هذه القصة اسمها: نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق.