ثم ذكر نوعاً آخر من قبائح أفعال المشركين فقال { وإذا ذكر الله وحده } أي منفرداً ذكره عن ذكر آلهتهم { اشمأزت } أي نفرت وانقبضت منه { قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه } سواء ذكر الله معهم أو لم يذكر { إذا هم يستبشرون } أي فاجأ وقت ذكر آلهتهم وقت استبشارهم . وفي الآية طباق ومقابلة لأن الاستبشار أن يمتلئ قلبه سروراً حتى يظهر أثره في بشرته ، والاشمئزاز أن يمتلئ غماً وغيظاً حتى يظهر الانقباض في أديم وجهه وذلك لاحتباس الروح الحيواني في القلب . وقيل : معنى الآية أنه إذا قيل لا إله إلا الله وحده لا شريك له . نفروا لأن فيه نفياً لآلهتهم . وفي بعض التفاسير أن هذا إشارة إلى ما روي " أنه صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم وسوس الشيطان إليه بقوله " تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى " فاستبشر المشركون وسجدوا " . ولما حكى عنهم هذا الجهل الغليظ والحمق الشديد وهو الاشمئزاز عن ذكره من ذكره رأس السعادات وعنوان الخيرات والاستبشار بذكر أخس الأشياء وهي الجمادات أمر رسوله بهذا الدعاء { اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.