إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ} (55)

{ فاصبر } على ما نالكَ من أذيةِ المشركينَ { إِنَّ وَعْدَ الله } أيْ وعدَه الذي ينطقُ بهِ قولُه تعالَى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون } [ سورة الصافات ، الآية171 ] أو وعدَهُ الخاصَّ بكَ أو جميعَ مواعيدِه التي من جُمْلتها ذلكَ { حَقّ } لا يحتملُ الإخلافَ أصلاً واستشهدْ بحالِ مُوسى وفرعونَ { واستغفر لِذَنبِكَ } تداركاً لما فرَطَ منكَ من تركِ الأَوْلى في بعضِ الأحايينِ فإنَّه تعالَى كافيكَ في نُصرةِ دينكَ وإظهارِه على الدِّينِ كُلِّه { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ بالعشي والإبكار } أيْ ودُمْ على التسبيحِ ملتبساً بحمدِه تعالَى ، وقيلَ صَلِّ لهذينِ الوقتينِ إذْ كانَ الواجبُ بمكةَ ركعتينِ بُكرةً وركعتينِ عشياً ، وقيلَ صلِّ شُكراً لرِّبكَ بالعشيِّ والإبكارَ ، وقيلَ هُمَا صلاةُ العصرِ وصلاةُ الفجرِ .