إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (10)

{ والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِم } هم الذينَ هاجرُوا بعد ما قَوِيَ الإسلامُ أو التابعونَ بإحسانٍ وهم المؤمنونَ بعد الفريقينِ إلى يومِ القيامةِ ولذلك قيلَ إن الآيةَ قد استوعبتْ جميعَ المؤمنينَ ، وأياً ما كان فالموصولُ مبتدأٌ خبرُهُ { يَقُولُونَ } الخ والجملةُ مسوقةٌ لمدحِهِم بمحبَّتِهِم لمنْ تقدَمَهُم من المؤمنينَ ومراعاتِهِم لحقوقِ الأخوةِ في الدينِ والسبقِ بالإيمانِ كما أنَّ ما عُطفتْ عليه من الجملةِ السابقةِ لمدحِ الأنصارِ ، أيْ يدعونَ لهم { رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا } أيْ في الدينِ الذي هو أعزُّ وأشرفُ عندهُم من النسبِ { الذين سَبَقُونَا بالإيمان } وصفُوهُم بذلكَ اعترافاً بفضلِهِم { وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غلاًّ } وقُرِئَ غِمْراً وهُمَا الحقدُ { لِلَّذِينَ آمَنُوا } على الإطلاقِ { رَبَّنَا إِنَّكَ لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ } أي مُبالغٌ في الرأفةِ والرحمةِ ، فحقيقٌ بأنْ تجيبَ دُعاءَنَا .