إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (144)

{ قَالَ يَا موسى } استئنافٌ مَسوقٌ لتسليته عليه الصلاة والسلام من عدم الإجابةِ إلى سؤال الرؤيةِ كأنه قيل : إن منعتُك الرؤيةَ فقد أعطيتك من النعم العظامِ ما لم أعْطِ أحداً من العالمين فاغتنِمْها وثابرْ على شكرها { إِني اصطفيتك } أي اخترتُك واتخذتُك صفوةً وآثرتُك { عَلَى الناس } أي المعاصِرين لك . وهارونُ وإن كان نبياً كان مأموراً باتباعه وما كان كَليماً ولا صاحبَ شرعٍ { برسالاتي } أي بأسفار التوراةِ وقرىء برسالتي { وبكلامي } وبتكليمي أياك بغير واسطة { فَخُذْ مَا ءاتَيْتُكَ } من شرف النبوةِ والحكمة { وَكُنْ منَ الشاكرين } على ما أُعطيت من جلائل النعمِ ، قيل : كان سؤالُ الرؤيةِ يوم عرفةَ وإعطاءُ التوراةِ يومَ النحر .