فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ} (144)

{ قال يا موسى إني اصطفيتك } جملة مستأنفة والتي قبلها متضمنة لإكرام موسى واختصاصه بما اختصه الله به ، والاصطفاء الاختيار والاجتباء أي اخترتك { على الناس } المعاصرين لك { برسالاتي } كأنه نظر إلى أن الرسالة هي على ضروب فجمع لاختلاف الأنواع وقرئ بالإفراد { وبكلامي } المراد به هنا التكليم ، امتن الله سبحانه عليه بهذين النوعين العظيمين من أنواع الإكرام وهما الرسالة والتكليم من غير واسطة .

{ فخذ ما آتيتك } أمره بأن يأخذ ما آتاه أي أعطاه من هذا الشرف الكريم والفضل الجسيم { وكن } أمره بأن يكون { من الشاكرين } على هذا العطاء العظيم والإكرام الجليل .