إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتۡ أَبۡوَٰبٗا} (19)

{ وَفُتِحَتِ السماء } عطفٌ على ينفخُ ، وصيغةُ الماضِي للدلالةِ على التحققِ . وقُرِئَ فُتِّحتْ بالتشديدِ وهو الأنسبُ بقولِه تعالى : { فَكَانَتْ أبوابا } أي كثُرتْ أبوابُها المفتحةُ لنزولِ الملائِكةِ نزولاً غيرَ مُعتادٍ حتى صارتْ كأنَّها ليستْ إلاَّ أبواباً مفتحةً كقولِه تعالى : { وَفَجَّرْنَا الأرض عُيُوناً } [ سورة القمر ، الآية 12 ] كأنَّ كلها عيونٌ متفجرةٌ وهو المرادُ بقولِه تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام } [ سورة الفرقان ، الآية 25 ] وهو الغمامُ والذي ذُكرَ في قولِه تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله } [ سورة البقرة ، الآية 210 ] أي أمرُه وبأسُه في ظلٍ من الغمامِ والملائكةِ وقيلَ : الأبوابُ الطرقُ والمسالكُ أي تكشطُ فينفتحُ مكانُها وتصيرُ طرقاً لا يسدُّها شيءٌ .