إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ} (44)

فمَعْنى قولِه تعالى : { إلى رَبّكَ منتهاها } على هذا الوجهِ إليهِ تعالَى يرجعُ مُنْتهى علمِها أيْ علمُها بكُنهِها وتفاصيلُ أمرِها وقتَ وقوعِها لا إلى أحدٍ غيرِه وإنما وظيفتُهم أنْ يعلموا باقترابِها ومُشارفتِها ، وقدْ حصلَ لهم ذلكَ بمبعثكَ ، فما مَعْنى سؤالِهم عنها بعدَ ذلك . وأمَّا على الوجهِ الأولِ فمعناهُ إليهِ تعالَى انتهاءُ علمِها ليسَ لأحدٍ منه شيءٌ ما كائناً من كانَ فلأيِّ شيءٍ يسألونَكَ عنها .