إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (62)

{ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ } بإظهار السلم وإبطالِ الحراب { فَإِنَّ حَسْبَكَ الله } أي فاعلم بأن محسبك الله من شرورهم وناصرُك عليهم { هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ } تعليلٌ لكفايته تعالى إياه عليه الصلاة والسلام بطريق الاستئنافِ ، فإن تأييدَه تعالى إياه عليه الصلاة والسلام فيما سلف على ما ذكر من الوجه البعيدِ من الوقوع من دلائل تأييدِه تعالى فيما سيأتي أي هو الذي أيدك بإمداد مِنْ عنده بلا واسطة كقوله تعالى : { وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله } [ سورة آل عمران : 126 ] أو بالملائكة مع خَرقه للعادات { وبالمؤمنين } من المهاجرين والأنصار .