الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (7)

{ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ } آخر غير بلدكم .

عكرمة : البلد مكة .

{ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ } أي تكلفتموه { إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ } .

قرأه العامّة : بكسر الشين ، ولها معنيان : أحدهما : الجهد والمشقة .

والثاني : النصف ، يعني لم تكونوا بالغيه إلاّ بشق النفس من القوة وذهاب شق منها حتّى لم تبلغوه إلاّ بنصف قوى أنفسكم وذهاب نصفها الآخر .

وقرأ أبو جعفر : بشق بفتح الشين . وهما لغتان مثل برَق وبرِق ، وحَصن وحصِن ، ورَطل ورطِل .

وينشد قول النمر بن تولب : بكسر الشين .

وذي إبل يسعى ويحسبها له *** أخي نصب من شقها ودؤوب

ويجوز أن يكون بمعنى المصدر من شققت عليه يشق شقاً .

{ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } بخلقه حيث خلق لهم هذه الأشياء وهيّأ لهم هذه المنافع والمرافق .