{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } الآية . مجاهد عن ابن عباس قال : كان عند عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه أربعة دراهم لا يملك غيرها ، فتصدق بدرهم سرّاً ، ودرهم علانيّة ، ودرهم ليلاً ودرهم نهاراً ، فنزلت { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ } الآية .
وعن يزيد بن روان قال : ما نزل في أحد من القرآن ما نزل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه . أبو صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يسبق الدرهم مائة ألف " قالوا : يارسول الله وكيف يسبق الدرهم مائة ألف ؟
قال : " رجل له درهمان فأخذ أحدهما وتصدّق به ، ورجل [ . . . ] فأخرج من غرضها مائة ألف فتصدّق بها " .
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : لما أنزل الله عزّ وجلّ { لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } الآية ، بعث عبد الرحمن بن عوف بدنانير كثيرة إلى أصحاب الصفة حتى أغناهم ، وبعث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في جوف الليل بوسق من تمر - والوسق ستون صاعاً - وكان أحب الصدقتين إلى الله عزّوجل صدقة عليّ رضي الله عنه فأنزل الله فيهما { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ } الآية ، فعنى بالنهار علانية صدقة عبد الرحمن بن عوف وبالليل سرّاً صدقة عليّ رضي الله عنه .
وقال أبو امامة وأبو الدرداء ومكحول والأوزاعي ورباح بن يزيد : هم الذين يمتطون الخيل في سبيل الله يُنفقون عليها بالليل والنهار سرّاً وعلانية ، نزلت فيمن لم يرتبط الخيل تخيلا ولا افتخاراً ، يدلّ عليه ما روى سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } قال : " نزلت في أصحاب الخيل " قال غريب : والجن لا يقرب بيتاً فيه عتيق من الخيل ، ويروى أنه أشار إلى بعض خيل كانت في الخيانة فأشار إلى عتاق تلك الخيل فقال : هؤلاء الذين يُنفقون أموالهم بالليل والنهار . الآية .
وعن حبس بن عبد الله الصنعاني أنّه قال : حدّث ابن عباس في هذه الآية : { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } فقال : في علف الخيل . وعن أبي سريح عمّن حدّثه عن أبي الفقيه أنّه قال : مَنْ حبس فرساً كان ستره من النار ، [ وسقطت منه حسنة ] ، وكان أبو هريرة إذا مرّ بفرس سمين تلا هذه الآية ، وإذا مرّ بفرس أعجف سكت .
شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أرتبط فرساً في سبيل الله فأنفق عليه احتساباً ، كان شبعه وجوعه وريّه وظمؤه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة " .
عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفّيه بالصدقة " . { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ } قال الأخفش ( . . . ) : إنّه جعل الخبر بالفاء إذا كان الاسم الذي وصل به ( . . . ) ، لأنّه في معنى من وجواب من بالفاء في الجزاء ، ومعنى الآية : مَنْ أنفق فله أجره . { عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.