تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (274)

الآية 274 وقوله تعالى : { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم } قيل : هي النفقة على الخيل المحتسبة للجهاد ؛ ينفقون ليلا ونهارا سرا وعلانية لا رياء فيها ، ولا إضمار ، وعن علي وأبي أمامة [ الباهلي ]{[3389]} رضي الله عنه : ( هي النفقة [ على الخيل في سبيل الله ] وعن ابن عباس رضي الله عنه ، [ أنه قال : ( هي ]{[3390]} في علف الخيل والنفقة عليها } ]{[3391]} ، وقيل : نزلت [ هذه الآية ]{[3392]} في نفقة عبد الرحمان بن عوف في جيش العسرة ، وقيل : نزلت في علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أنه لم يكن{[3393]} يملك من المال غير أربعة دراهم ، ويتصدق بدرهم ليلا ، وبدراهم نهارا ، [ وبدرهم سرا ]{[3394]} ، وبدرهم علانية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما الذي حملك على هذا ؟ ) قال : ( حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني ) [ النسائي 8/240 ] ، فنزلت فيه هذه الآية ، وقيل : نزلت في ثابت بن قيس شماس الأنصاري ، فلا ندري في من نزلت ، وليس لنا إلى معرفة المنزل بشأنه حاجة سوى أنه وصفهم بالجود والسخاء ، ونفقتهم على الناس ليلا سرا وعلانية ، لا ياء فيها ، ومن ، ولا أذى .

وفيه نفي الرياء عن نفقتهم ، لأن من عود نفسه الفعل في جميع الأوقات لم يراء .

وقوله تعالى : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } لأن نعيم الدنيا مشوب{[3395]} بالحزن والخوف ، لذلك كان ما ذكرنا ، والله أعلم .


[3389]:من ط ع.
[3390]:في ط ع: عنه أنه قال هي، في م: عنهما قال.
[3391]:من ط ع وم، في الأصل: عليها.
[3392]:من ط ع.
[3393]:ساقطة من ط ع.
[3394]:من ط ع.
[3395]:في النسخ الثلاث: مشوبة.