وقوله : { بالليل والنهار } يفيد زيادة رغبتهم في الإنفاق ، وشدّة حرصهم عليه حتى أنهم لا يتركون ذلك ليلاً ، ولا نهاراً ، ويفعلونه سرّاً وجهراً عند أن تنزل بهم حاجة المحتاجين ، ويظهر لديهم فاقة المفتاقين في جميع الأزمنة على جميع الأحوال .
ودخول الفاء في خبر الموصول أعني قوله : { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ } للدلالة على سببية ما قبلها لما بعدها ، وقيل : هي للعطف ، والخبر للموصول محذوف ، أي : ومنهم الذين ينفقون .
وقد أخرج عبد بن حميد ، والنسائي ، والبزار ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه ، والضياء في المختارة ، عن ابن عباس ، قال : كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين ، فنزلت هذه الآية : { ليْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } إلى قوله : { وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } فرخص لهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء عنه قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن لا نتصدّق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية ، فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، نحوه . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن الحنفية ، نحوه . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : كان أناس من الأنصار لهم نسب ، وقرابة من قريظة ، والنضير ، وكان يتقون أن لا يتصدّقوا عليهم ، ويريدونهم أن يسلموا ، فنزلت : { ليْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } الآية . وأخرج ابن المنذر ، عن عمرو الهلالي قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتصدّق على فقراء أهل الكتاب ؟ فأنزل الله : { ليْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عطاء الخراساني قال في قوله : { وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابتغاء وَجْهِ الله } قال : إذا أعطيت لوجه الله ، فلا عليك ما كان عمله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.