الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُتۡرِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡـَٔلُونَ} (13)

{ لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } نُعّمتم فيه { وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } عن نبيّكم ، مجاهد : لعلكم تفقهون بالمسألة ، قتادة : لعلّكم تسألون من دنياكم شيئاً استهزاءً بهم ، نزلت هذه الآيات في أهل حصورا وهي قرية باليمن ، وكان أهلها العرب فبعث الله إليهم نبياً يدعوهم إلى الله سبحانه فكذّبوه وقتلوه ، فسلّط الله عليهم بخت نصّر حتى قتلهم وسباهم ونكّل بهم ، فلمّا استحرّ فيهم القتل ندموا وهربوا وانهزموا ، فقالت الملائكة لهم على طريق الاستهزاء { لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } إلى مساكنكم وأموالكم ، فأتبعهم بخت نصّر وأخذتهم السيوف ، ونادى مناد من جوّ السّماء : يالثارات الأنبياء ، فلمّا رأوا ذلك أقرّوا بالذنوب حين لم ينفعهم