نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُتۡرِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡـَٔلُونَ} (13)

فناداهم لسان الحال {[50535]}تقريعاً وتبشيعاً لحالهم وتفظيعاً{[50536]} : { لا تركضوا } {[50537]}وصور التهكم بهم بأعظم صوره فقال{[50538]} : { وارجعوا } إلى قريتكم { إلى ما } .

{[50539]}ولما كان التأسيف إنما هو على العيش الرافه{[50540]} لا على كونه من معط معين ، بني للمفعول قوله : { أترفتم فيه } أي{[50541]} منها ، {[50542]}ويجوز أن يكون بني للمجهول إشارة إلى غفلتهم عن العلم لمن أترفهم أو إلى{[50543]} أنهم كانوا ينسبون نعمتهم{[50544]} إلى قواهم ، ولو عدوها من الله {[50545]}لشكروه فنفعهم{[50546]} . ولما كان أعظم ما يؤسف عليه بعد العيش الناعم المسكن ، قال{[50547]} : { ومساكنكم } أي{[50548]} التي كنتم تفتخرون بها على الضعفاء من عبادي بما{[50549]} أتقنتم من بنائها ، وأوسعتم من فنائها ، وعليتم من مقاعدها ، وحسنتم من مشاهدها ومعاهدها { لعلكم تسألون* } في الإيمان بما{[50550]} كنتم تسألون ، فتابوا بما عندكم من الأنفة ومزيد الحمية والعظمة ، أو تسألون في الحوائج والمهمات ، كما يكون الرؤساء في مقاعدهم العلية ، ومراتبهم البهية ، فيجيبون سائلهم بما شاؤوا على تؤدة وأحوال مهل تخالف أحوال الراكض العجل{ أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال }[ إبراهيم : 44 ] .


[50535]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50536]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50537]:ما بين الرقمين بياض في الأصل ملأناه من مد.
[50538]:ما بين الرقمين بياض في الأصل ملأناه من مد.
[50539]:العبارة من هنا إلى "للمفعول قوله" ساقطة من ظ.
[50540]:بياض في الأصل ملأناه من مد.
[50541]:سقط من ظ.
[50542]:العبارة من هنا إلى "فنفعهم" ساقطة من ظ.
[50543]:زيد من مد.
[50544]:زيد من مد.
[50545]:من مد، وفي الأصل: ليشكروه فنفعتهم؛ والعبارة من "بني للمجهول" إلى هنا متكررة في الأصل فقط.
[50546]:من مد، وفي الأصل: ليشكروه فنفعتهم؛ والعبارة من "بنى للمجهول" إلى هنا متكررة في الأصل فقط.
[50547]:زيد من مد.
[50548]:سقط من ظ.
[50549]:من ظ ومد وفي الأصل: ما.
[50550]:من ظ ومد وفي الأصل: كما.