السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُتۡرِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡـَٔلُونَ} (13)

{ لا تركضوا } أو المقال والقائل ملك أو من ثم من المؤمنين { وارجعوا } إلى قريتكم { إلى ما أترفتم } أي : تمتعتم { فيه } من التنعم والتلذذ والإتراف إبطار النعمة والترفه ، ولما كان أعظم ما يؤسف عليه بعد العيش الناعم المسكن قال : { ومساكنكم } أي : التي كنتم تفتخرون بها على الضعفاء بما أوسعتم من فنائها ، وعليتم من بنائها ، وحسنتم من مشاهدها { لعلكم تسألون } وفي هذا تهكم بهم وتوبيخ أي : ارجعوا إلى نعيمكم ومساكنكم لعلكم تسألون غداً عما يجري عليكم ، وينزل بأموالكم ومساكنكم ، فتجيبوا السائل عن علم ومشاهدة ، أو ارجعوا ، واجلسوا كما كنتم في مجالسكم وترتبوا في مراتبكم حتى يسألكم عبيدكم وحشمكم ومن تملكون أمره ، وينفذ فيه أمركم ونهيكم ، فيقولوا لكم بم تأمرون وماذا ترسمون ، أو شيئاً من دنياكم على العادة ، أو تسألون في الإيمان كما كنتم تسألون ، فتأبوا بما عندكم من الأنفة والحمية والعظمة ، أو في المهمات كما تكون الرؤساء في مقاعدهم العلية ، ومراتبهم السنية ، فيجيبون سائلهم بما شاؤوا .