الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (27)

{ قَالَ } سليمان للهُدهد { سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ } فيما أخبرت { أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } فَدَلّهم الهُدهد على الماء فاحتفروا الركايا ورَوَى الناس والدوابّ ، وكانوا قد عطشوا ، ثم كتب سليمان كتاباً من عبد الله سليمان بن داود ( عليه السلام ) الى بلقيس ملكة سبأ ، السلام على مَن اتبّع الهُدى ، أمّا بعد فلا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين .

وقال ابن جُريج : لم يزد سليمان على ما قصّ الله في كتابه إنّه وإنّه .

قال منصور : كان يقال : كان سليمان أبلغ الناس في كتابه ، وأقلّه إملاءً ثم قرأ { إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قال قتادة : وكذلك الأنبياء عليهم السلام كانت تكتب جملاً لا يطيلون ولا يكثرون ، فلمّا كتب الكتاب طبعهُ بالمسك ، وختمه بخاتمه وقال للهدهد { اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ }