اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (27)

قوله : { أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ } الجملة الاستفهامية في محل نصب ب «نَنْظُرُ »{[38794]} ، لأنَّها مُعلّقة لها ، و «أَمْ » هنا متصلة ، وقوله : { أَمْ كُنتَ مِنَ الكاذبين } أبلغ من قوله : «أَمْ كَذَبْتَ » - وإن كان هو الأصل - لأنّ المعنى من الذين اتصفوا وانخرطوا في سلك الكاذبين{[38795]} . وقوله : «سَنَنْظُرُ » من النظر الذي هو التأمل . قوله : «هذَا » يجوز أن يكون صفة ل «كِتَابِي » أو بدلاً منه أو بياناً له .

قال المفسرون : إن سليمان - عليه السلام{[38796]} - كتب كتاباً فيه : «من عند سليمان بن داود إلى بلقيس ملكة سبأ ، بسم الله الرحمن الرحيم ، السَّلامُ على من اتَّبع الهُدَى ، أما بعد ، أَلاَّ تَعْلُوا عليَّ وَأْتُوني مُسلمين »{[38797]} . قال ابن جريج : لم يزد سليمان على ما قصّه الله{[38798]} في كتابه ، ثم ختمه بخاتمه ، ثم قال للهدهد : { اذْهَبْ بِكَتَابِي هذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ }{[38799]} .


[38794]:لأنه من النظر الذي هو التأمل والتصفح. انظر البحر المحيط 7/70.
[38795]:انظر الكشاف 3/141.
[38796]:في ب: عليه الصلاة والسلام.
[38797]:انظر البغوي 6/275.
[38798]:لفظ الجلالة سقط من ب.
[38799]:انظر البغوي 6/275.