فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (27)

فلما فرغ الهدهد من كلامه { قال } له سليمان : { سننظر } فيما أخبرتنا به من هذه القصة ، ونتعرف . والنظر والتأمل والتصفح : فيه إرشاد إلى البحث عن الأخبار ، والكشف عن الحقائق ، وعدم قبول خبر المخبرين تقليدا لهم ، واعتمادا عليهم ، إذا تمكن من ذلك بوجه من الوجوه .

{ أصدقت ؟ } فيما فقلت ، والهمزة استفهامية .

{ أم كنت من الكاذبين ؟ } أم هي المتصلة ، وهذا القول أبلغ من قوله أم كذبت فيه ، مع أنه أخصر وأشهر لأن المعنى من الذين اتصفوا بالكذب ، وصار خلقا لهم ، فهو يفيد أنه كاذب لا محالة على أتم وجه ، ومن كان كذلك لا يوثق به .

وقال البيضاوي : التغيير للمبالغة ، والمحافظة على الفواصل .