{ أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ } قرأ أبو عبد الرَّحْمن البلخي والحسن وأبو جعفر وحميد والأعرج والكسائي ويعقوب برواية رويس " ألا اسجدوا " بالتخفيف على معنى : ألا يا هؤلاء اسجدوا ، وجعلوه أمراً من الله سبحانه مستأنفاً ، وحذفوا هؤلاء بدلالة فاعلهما ، وذكر بعضهم سماعاً من العرب : ألا يا أرحمونا ، ألا يا تصدّقوا علينا ، يريدون ألا يا قوم كقول الأخطل :
ألا يا سلمى يا هند ، هند بني بدر *** وإن كان حيانا عدى آخر الدهر
فعلى هذه القراءة «اسجدوا » في موضع جزم على الأمر والوقف عليه ألا ، ثمّ يبتدي اسجدوا .
قال الفرّاء : حدّثني الكسائي عن عيسى الهمذاني قال : ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلاّ بالتخفيف على نيّة الأمر ، وهي في قراءة عبد الله : هلاّ تسجدوا لله ، بالتاء ، وفي قراءة أُبي ألا يسجُدون لله ، فهاتان القراءتان حجة لمن خفّف ، وقرأ الباقون : ألاّ يسجدوا بالتشديد بمعنى وزين لهم الشيطان اعمالهم لئلاّ يسجدوا لله فأنْ موضع نصب ويسجدوا نصب بأن ، واختار أبو عبيد هذه القراءة وقال : للتخفيف وجه حسن إلاّ أنّ فيه انقطاع الخبر عن أمر سبأ وقومها ، ثم يرجع بعد إلى ذكرهم ، والقراءة بالتشديد خبر يتّبع بعضه بعضاً لا انقطاع في وسطه ، والوقف على هذه ألا ثمَّ يبتدي يسجِدُوا كما يصل { الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ } الخفيّ المخبوّ { فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } يعني غيب السموات والأرض .
وقال أكثر المفسّرين : خبءَ السماء المطر ، وخبءَ الأرض النبات ، وفي قراءة عبد الله : خرجُ الخبء من السموات ، ومن وفي يتعاقبان ، يقول العرب : لاستخرجنّ العلم فيكم ، يريد منكم ، قاله الفرّاء .
{ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } قراءة العامة بالياء فيهما ، وقرأ الكسائي بالتاء وهي رواية حفص عن عاصم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.