الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} (67)

{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ * الأَخِلاَّءُ } على المعصية في الدنيا . { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة . { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } . المتحابين في الله على طاعة الله .

أخبرنا عقيل بن محمد إنّ أبا الهرج البغدادي القاضي أخبرهم ، عن محمد بن جرير ، حدثنا ابن عبد الأعلى ، حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أبي اسحاق ، إنّ علياً رضي الله عنه قال في هذه الآية : خليلان مؤمنان وخليلان كافران ، فمات أحد المؤمنين ، فقال : يا ربّ إنّ فلان كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير ، وينهاني عن الشرّ ، ويخبرني إنّي ملاقيك . يا ربّ فلا تضلّه بعدي واهده ، كما هديتني ، وإكرمه كما أكرمتني .

وإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما ، فيقول : ليثني أحدكما على صاحبه . يقول : يا ربّ انه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشرّ ، ويخبرني أنّي ملاقيك ، فيقول : نعم الأخ ، ونعم الخليل ، ونعم الصاحب .

قال : ويموت أحد الكافرين ، فيقول : إنّ فلان كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالشّر ، وينهاني عن الخير ويخبرني إنّي غير ملاقيك .

فيقول : بئس الأخ ، وبئس الخليل ، وبئس الصاحب .