قوله تعالى : { الأَخِلاّءُ يَوْمَئِذٍ } مبتدأ وخبره «عَدُوٌّ » والتنوين في «يومئذ » عوض عن جملة ، تقديره : يَوْمَئِذ تأتِيهُمْ السَّاعَةُ . والعامل في يَوْمَئذٍ : تَأتِيهُمُ السَّاعَةُ{[50034]} والعامل في «يومئذ » لفظ «عدو »{[50035]} أي عَدَاوتهم في ذلك اليوم .
معنى الآية الأخلاء على المعصية في الدنيا يومَئِذٍ أي يوم القيامة { بعضهم لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين } يعني المتحابين في الله على طاعة الله وهم الموحدون الذين يخالٌّ بعضهم بعضاً على الإيمان والتقوى فإن خلتهم لا تصير عداوة .
روي أبو ثَوْرٍ{[50036]} عن مَعْمَر{[50037]} عن قتادة عن أبي إسحاقَ{[50038]} أنَّ عَلِياً ( رضي الله عنه ){[50039]} قال : في الآية خليلان مؤمنان وخليلان كافران ، فمات أحد المؤمنين فقال : يا رب إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخَيْر ، وينهاني عن الشر ، ويخبرني أني مُلاَقِيكَ يا رب ، فلا تُضِلَّهُ بعدي ، واهْدِهِ كما هديتني وأَكْرِمْهُ كما أكْرَمتنِي ، فإذا مات خليله المؤمن جمع ( الله ) بينهما فيقول ( الله تعالى ) : ليُثْنِ أَحَدُكُمَا على صاحبه فيقول : ( يا رب ){[50040]} نعم الأخ ، ونعم الخليلُ ، ونعم الصاحبُ . قال : ويموت أحد الكافرين فيقول : يا رب إن فلاناً كان ينهاني عن ذاتك وطاعة رسولك ويأمرني بالشر ، وينهاني عن الخير ، ويخبرني أني غير ملاقيك فيقول : بئس الأخُ وبئس الخليلُ وبئس الصاحُب{[50041]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.