بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ} (67)

قوله تعالى : { الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } قال مجاهد : الأخلاء في معصية الله تعالى في الدنيا ، يومئذٍ متعادين في الآخرة { إِلاَّ المتقين } الموحدين . قال مقاتل : نزلت في أبي بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط . وقال الكلبي : كل خليل في غير طاعة الله ، فهو عدوٌّ لخليله .

وروى عبيد بن عمير . قال : كان لرجل ثلاثة أخلاء ، بعضهم أخص به من بعض ، فنزلت به نازلة ، فلقي أخص الثلاثة . فقال : يا فلان : إني قد نزل بي كذا وكذا ، وإني أحب أن تعينني . فقال له : ما أنا بالذي أعينك ، ولا أنفعك ، فانطلق إلى الذي يليه . فقال له : أنا معك حتى أبلغ المكان الذي تريده ، ثم رجعت وتركتك . فانطلق إلى الثالث فقال له : أنا معك حيثما دخلت . قال : فالأول ماله ، والثاني أهله وعشيرته ، والثالث عمله . وروى أبو إسحاق عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، أنه سئل عن قوله : { الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين } فقال : خليلان مؤمنان ، وخليلان كافران ، فتوفي أحد المؤمنين فيثني على صاحبه خيراً ، ثم يموت الآخر ، فيجمع بين أرواحهما فيقول : كل واحد منهما لصاحبه ، نعم الأخ ونعم الصاحب ، ويموت أحد الكافرين ، فيثني على صاحبه شراً ، ثم يموت الآخر ، فيجمع بين أرواحهما فيقول : كل واحد منهما لصاحبه ، بئس الأخ وبئس الصاحب .