الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ} (21)

{ كَتَبَ اللَّهُ } : قضى الله سبحانه { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي } ، وذلك أنّ المؤمنين قالوا : لئن فتح الله لنا مكّة وخيبر وما حولها فإنّا لنرجو أن يظفرنا الله على الروم وفارس . فقال عبد الله بن أُبىّ : أتظنّون الروم وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها ؟ والله لهم أكثر عدداً وأشدّ بطشاً من ذلك . فأنزل الله سبحانه : { كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } نظيره قوله سبحانه :{ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [ الصافات : 171-173 ] .