قوله تعالى :{ كَتَبَ الله لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ ورسلي } .
يجوز أن يكون «كَتَبَ » جرى مجرى القسم ، فأجيب بما يجاب به{[55796]} .
وقال أبو البقاء{[55797]} : وقيل : هي جواب «كتب » ؛ لأنه بمعنى «قال » .
وهذا ليس بشيء ؛ لأن «قال » لا يقتضي جواباً ، فصوابه ما تقدم .
ويجوز أن يكون «لأغلبن » جواب قسم مقدر ، وليس بظاهر .
قال المفسرون{[55798]} :{ كتب الله لأغلبن }أي : قضى الله ذلك .
وقيل :كتب في اللوح المحفوظ قاله قتادة{[55799]} .
وقال الفراء : «كتب » بمعنى «قال » .
وقوله : «أنا » توكيد ، «ورسلي » من بعث منهم بالحرب ، فإن الرسول بالحرب غالب ، ومن بعث منهم بالحُجّة غالب أيضاً ، فإذا انضم إلى الغلبة بالحجة الغلبة بالحرب كان أغلب وأقوى .
قال مقاتل : قال المؤمنون : لئن فتح الله لنا «مكة » و«الطائف » و«خيبر » وما حولهن رجَوْنَا أن يظهرنا الله - تعالى - على «فارس » و«الروم » ، فقال عبد الله بن أبيّ ابن سلول : أتظنون «الروم » و«فارس » كبعض القرى التي غلبتم عليها ، والله إنهم لأكثر عدداً وأشد بطشاً من أن تظنوا فيهم ذلك ، فنزلت :{ لأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسلي }{[55800]} .
ونظيره : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون } ، [ الصافات : 171 - 173 ] .
قرأ نافع وابن عامر{[55801]} بفتح «الياء » .
قال أبو علي{[55802]} : «التَّحريك والإسكان جميعاً حسنان » .
وقوله تعالى :{ إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ } قوي على نُصْرة أنبيائه «عَزِيزٌ » غالب لا يدفعه أحد عن مُرَاده{[55803]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.